فصل اللام والياء
ل ي ت :
قوله تعالى : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ)(١) ليت : حرف تمنّ من أخوات «إنّ» ، وخالف أخواته من حيث إنه إذا اتصلت به «ما» الزائدة جاز فيه الإعمال والإهمال ؛ وينشد قول الذبياني (٢) : [من البسيط]
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا ونصفه فقد |
بنصب الحمام ورفعه ، بل زعم سيبويه أنها معملة على الروايتين (٣) ، وتحقيق ذلك في «إيضاح السّبيل» وغيره. وأما أخواتها إذا اتصلت ب «ما» المذكورة بطل عملها ، كقوله تعالى : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ)(٤)(إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ)(٥) هذا هو المشهور. وزعم الفراء أنها تنصب الجزءين بقوله (٦) : [من البسيط]
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى |
|
والشيب كان هو النذير الأول |
ولا يراعى موضع اسمها بل لفظه فقط بخلاف «أن ولن ولكن». وزعم الفراء جوازه وأنشد : [من الرجز]
يا ليتني وأنت يا لميس |
|
في بلد ليس به أنيس |
والفرق بين التمنيّ والترجّي أنّ التمني يكون في الممكنات والمستحيلات نحو : [من البسيط]
__________________
(١) ٢٧ / الأنعام : ٦.
(٢) الديوان : ١٦ ، وفيه : فياليتنا ، وما في النص رواية الأصمعي. فقد : حسب.
(٣) يرى سيبويه رفعه على وجهين : على أن يكون بمنزلة قول من قال : «مثلا ما بعوضة» وهي قراءة الضحاك وابن أبي عبلة ورؤبة وقطرب في الآية ٢٦ من سورة البقرة ، وقراءة الجمهور «بعوضة» بالنصب. أو يكون بمنزلة قوله : إنما زيد منطلق ، أي بجعل ما كافة. وانظر الكتاب : ٢ / ١٣٨ ، وحاشيته.
(٤) ١٧١ / النساء : ٤.
(٥) ٩٨ / طه : ٢٠.
(٦) ذكره الفراء في معاني القرآن : ١ / ٤١٠ و ٢ / ٣٥٢ ، وفيه : البديء الأول.