باب الميم
الميم :
حرف جرّ تجرّ المقسم به ، ولا تدخل إلا على الجلالة المعظّمة ، وفيه ثلاث لغات ؛ الضمّ والفتح والكسر ، نحو : م الله لأفعلنّ كذا ، و م الله ، و م الله. وقيل : بل هذه اسم لأنها بقية أيمن في قولك أيمن الله (١) فما بعده مجرور بالإضافة. وقد ردّ هذا القول بأنه لا تحذف حروف اسم حتى يصير على حرف واحد ، وبأنه ليس لنا اسم معرب على حرف واحد ، وأجيب عن ذلك ب (ر) فعل أمر من رأى فإنه لم يبق منه إلا الفاء ، وعن الثاني بما حكى ابن مقسم : اسقني ما (٢) ، مقصورا منونا فلم يبق منه إلا حرف واحد.
فصل الميم والهمزة
م ا ج :
قرأ عاصم : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)(٣) فقيل : هما الأصل والألف مقلوبة فيهما. وقيل : لغتان. وقيل : الألف أصل والهمزة مقلوبة منها. وقيل : هما عربيان واشتقاقهما من أجيج النار ، أو من الأجّة وهي الاختلاط ، وعلى هذا فميمها زائدة وليست ممّا نحن فيه ، وفيهما أبحاث كثيرة ذكرتها في «الدر» و «العقد».
__________________
(١) ربما حذفوا منه النون : أيم الله ، وربما حذفوا منه الياء قالوا : أم الله ، وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا : م الله ، ثم يكسرونها لأنها صارت حرفا واحدا فيشبهونها بالباء فيقولون : م الله .. وقالوا غير ذلك فيها.
(٢) في الأصل : بمر اسم فاعل. وصوّبنا للسياق بعده.
(٣) ٩٤ / الكهف : ١٨.