لتضمّنها معنى حرف الاستفهام والشرط. وتمال ألفها وتكتب ياء ، فمن ثمّ ذكرتها في مادّة (م ت ي).
فصل الميم والثاء
م ث ل :
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها)(١) الآية. المثل هو القول السائر وفق الحال التي ضرب لها ، ولا بدّ فيه من غرابة لمّا أنزل الله : (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً)(٢)(لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ)(٣). قالت اليهود : إنّ الله أجلّ أن يتكلم بهذا فنزلت.
وقيل : المثل عبارة عن قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر بينهما مشابهة لتبيين أحدهما للآخر وتصوّره ، نحو قولهم : «الصيف ضيّعت اللبن» (٤) فإنّ هذا القول يشبه قولك : أهملت وقت الإمكان أمرك ، ولذلك قال تعالى : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ)(٥) لأنه لا بدّ من تدبّر المثل والممثّل له ومطابقة ما بينهما.
قيل : والمثل يقال على وجهين : أحدهما بمعنى المثل ، نحو شبه وشبه ونقض ونقض. قال : بعضهم : وقد يعبّر بها عن وصف الشيء نحو قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ)(٦) أي صفتها. والثاني عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني أيّ معنى كان ، وهو أعمّ الألفاظ الموضوعة للمشابهة وذلك أنّ [النّدّ](٧) يقال فيما يشاركه في الجوهريّة فقط ، والشّكل فيما يشاركه في القدر والمساحة ، والشّبه يقال فيما يشاركه في الكيف فقط ، والمثل
__________________
(١) ٢٦ / البقرة : ٢.
(٢) ٧٣ / الحج : ٢٢.
(٣) ٤١ / العنكبوت : ٢٩.
(٤) فصل المقال : ٣٥٧ ، من أمثالهم في التفريط ، وصاحبه عمرو بن عمرو بن عدس.
(٥) ٤٣ / العنكبوت : ٢٩.
(٦) ٣٥ / الرعد : ١٣.
(٧) إضافة من النسخة د ، وتناسب المقام.