وفي الحديث : «من مثل بالشّعر فليس له خلاق عند الله (١) قيل : هو حلقه من الخدّين. وقيل : هو خضابه بالسّواد.
فصل الميم والجيم
م ج د :
قوله تعالى : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)(٢) أي الواسع الكرم والجلالة. والمجد : السّعة في الكرم والتّزايد في الجلالة ؛ يقال : مجد يمجد فهو ماجد ومجيد ، ومجيد أبلغ لأنه من صيغها.
ومجد مجدا ومجادة ، وأصله من مجدت الإبل : حصلت في مرعى كثير واسع. وقد أمجدها الراعي : جعلها في ذلك. وتقول العرب : في كلّ شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار أي ، يجري السّعة في بذل الفضل المختصّ بذلك النوع. ويروى : واستمجد ـ بصيغة الماضي ـ المرخ فاعل بمعنى استكثر ، أي النار.
وقيل : المجيد : الشريف. ورجل ماجد : مفضال كثير الخير.
قوله : (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)(٣) وصف بذلك لكثرة ما يتضمّن من المكارم الدّنيوية والأخرويّة ، ولذلك وصف بالكريم. وقرىء قوله : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)(٤) بجرّ المجيد ورفعه ؛ فالجرّ على أنه نعت للعرش لعظمه وجلالة قدره وسعة خلقه ، وإليه أشار عليه / الصلاة والسّلام بقوله : «ما الكرسي في جنب العرش إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة» ، وعليه قوله : (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)(٥). والرفع على أنه نعت للودود (٦) وذلك لسعة فيضه
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٢٩٤.
(٢) ١٥ / البروج : ٨٥.
(٣) ١ / ق : ٥٠.
(٤) خفضه يحيى وأصحابه ، وخفضه من صفة العرش (معاني القرآن للفراء : ٣ / ٢٥٤). وقرأها ابن عامر «ذي العرش» بالياء (مختصر الشواذ : ١٧١).
(٥) ١٢٩ / التوبة : ٩ ، وغيرها. والحديث في المفردات : ٤٦٣.
(٦) من الآية : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (١٤ و ١٥ / البروج : ٨٥).