وأعدّوا النّبل» (١) يعني في الاستنجاء ، قال ابن شميل : يقول : اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول كأنه إذا ولّاها ظهره شقّا استبان الريح بظهره فأخذت عن يمينه وشماله ، قال : وقد يكون استقبال الريح ... (٢) عران ، المراد به ... (٣) في الحديث : «استدبار». وفي حديث آخر : «إذا بال أحدكم فليتمخّر الريح» (٤) أي ينظر أين مجراها فلا يستقبلها ولكن يستدبرها كيلا يردّ عليه البول.
والماخور : الموضع الذي يباع فيه الخمر. وقيل : هو موضع الرّيبة. ولمّا ولي زياد البصرة قال : «ما هذه المواخير؟ الشراب عليه حرام حتى تسوّى بالأرض هدما وحرقا» (٥) يعني مواضع الريبة.
فصل الميم والدال
م د د :
قوله تعالى : (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ)(٦) وقرىء في المتواتر بفتح الياء وضمّها من مدّه وأمدّه ، فقيل : بمعنى واحد. يقال : مدّ النّهر ومدّه ، وأمدّه نهر آخر. وقيل : أمدّ في المحبوب نحو قوله : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ)(٧)(وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ)(٨). وفي المكروه [مدّ] نحو قوله تعالى : (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا)(٩) ، وهذا مردود بقوله :
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٣٠٥ و ٥ / ١٠ ، من حديث الاستنجاء. النبل : الحجارة الصغيرة ، واحدتها نبلة. والفقهاء يفتحون فيها النون ويسكنون الباء.
(٢) كلمة غامضة في الأصل مرتبطة بالكلمة بعدها. عران : بعيدة. ولا تفصيل في مصدر آخر.
(٣) ورد في الأصل الكلمات : في الحديث استدبار ، والكلام مكرر مضطرب فأسقطناه.
(٤) النهاية : ٤ / ٣٠٥.
(٥) النهاية : ٤ / ٣٠٦.
(٦) ٢٠٢ / الأعراف : ٧.
(٧) ٢٢ / الطور : ٥٢.
(٨) ١٢ / نوح : ٧١.
(٩) ٧٩ / مريم : ١٩.