من العلو».
ما كفاه إثبات الفوقية حتى أثبت الحركة في الإتيان.
فصل
في الإشارة إلى ذلك من (١) السنة».
قال :
«لما قضى الله ربنا الخليقة |
|
كتبت يداه كتاب ذي إحسان» |
أين لفظ كتبت يداه؟
قال :
«ولقد أشار نبينا في خطبة |
|
نحو السماء بإصبع وبنان» |
__________________
ـ وقال اليافعي بعد أن ساق ذلك : قال العلماء وقد يقتضي الحذف من التعظيم والتفخيم ما لا يقتضيه الذكر ، وشواهده من الكتاب كثيرة كقوله تعالى : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) [المائدة : ٣٣] و (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) [الأحزاب : ٥٧] وقد أجمع المسلمون على تقدسه تعالى عن التأذي والضرر ، أي يحاربون عباد الله وأولياءه ويوضحه قوله تعالى : (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) [النّحل : ٢٦] ليس المراد الإتيان بذاته بالاتفاق وإنما هو أمره ويشهد له قوله تعالى : (أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً) [يونس : ٢٤] اه. والناظم وشيخه يدعيان الانتماء إلى أحمد ولا يتابعانه في التنزيه كما رأيت نصوص أهل العلم عن أحمد فلا ينخدعن الموفق بثرثرتهما المفضوحة وتهويلهما المصطنع وإنما ذلك وقاحة منهما قاتلهما الله ، ما أجرأهما على الله تعالى.
معنى كتب ربكم على نفسه بيده
(١) قد أجمع أهل الحق على أنه لا يجوز إثبات صفة الله سبحانه بدون دليل يفيد العلم ولهم في ذلك أدلة ناصعة قال أبو سليمان الخطابي في (الناصحة) لا يجوز أن يعتمد في الصفات إلا على الأحاديث المشهورة التي قد ثبتت صحة أسانيدها وعدالة ناقليها اه. ثم أقام النكير على قوم من أهل الحديث تعلقوا برواية المفاريد والشواذ في الصفات ، ونكتفي بهذه الإشارة هنا. ولم يقع كتبت يداه في الصحيح عند ذكر حديث «سبقت رحمتي غضبي» ، وأما ما في ابن ماجه فبطريق ابن عجلان وقد ضعفه البخاري ولم يكن مالك يرضاه في الصفات فلا حجة في رواية مثله على أن لفظه «كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق رحمتي سبقت غضبي» قال الله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام : ٥٤] فكتب إذا تعدّى بلفظ على يكون بمعنى أوجب ، فيكون معنى الحديث أوجب على نفسه بذاته لا بإيجاب أحد سواه ، واستعمال (بيده) بمعنى بذاته شائع كثير ، والإيجاب على النفس بمعنى الوعد والوجوب عن الله لا الوجوب على الله. فليس هناك خط ولا مخطوط ، ومن الدليل على ما قلنا أن الخط حادث مخلوق فكيف يتصور أن يكون قبل الخلق خلق فلا تغفل مع الغافلين.