السماء لرغبتي ولرهبتي أدعوه كل أوان ، فأقره الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم ولم يقل أنت المجسم قائل مكان واذكر شهادته لمن قال ربي في السماء (١) بالإيمان وشهادة المعطل له بالكفران ، وحديث (٢) الأطيط ، وحديث النزول (٣) وحديث (٤) ابن رواحة ،
__________________
ـ العالمين في السماء فحصين الخزاعي في كفره يومئذ كان أعلم بالله من المريسي وأصحابه ... وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدّوه بذلك .. وكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية اه» راجع معقول ابن تيمية في هامش منهاجه (٢ ـ ٣٠) تجده ينقل ذلك عنه بنصه وفصه بدون استنكار ، والناظم أتبع له من ظله في كل صغير وكبير (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) [النّور : ٤٠] وعثمان الدارمي هذا مجسم قح كما ترى وهو إمام الناظم وشيخه وإسلام عمران بن حصين أيام خيبر وهذه المحادثة وقعت قبل الهجرة وحصين مشرك ولا يكون من التقرير في شيء ما يشاهده النبي صلىاللهعليهوسلم في المشرك وسكت عليه ، وكيف يتصور عاقل أنه أقره على ما يدّعيه الناظم؟ إذ من المحال أن يقره على ستة في الأرض ، على أن عرضه الإسلام يدل على استنكار ما قاله حصين وعلى أنه كان على شر وضلال فيما قال ، وشبيب بن شيبة ضعفه النسائي وغيره وبمثل هذا السند لا يستدل في الأعمال فضلا عن الاستدلال به في المعتقد ، وأما ما أخرجه ابن خزيمة في التوحيد فبلفظ آخر زيد فيه كلمة إنقاذا للموقف لكن في سنده عمران بن خالد وحاله أسوأ من أن يقال : إنه ضعيف بل هو مكشوف الأمر والروايتان مختلفتان فلا تجمعان ولا تلفقان ولا ينقذ هذا الموقف بمثل ذلك الترقيع ، فليتق الناظم رب العالمين من أن يسوق في صفات الله سبحانه أمثال تلك الروايات.
(١) وليس في رواية يحيى الليثي عن مالك لفظ «فإنها مؤمنة» في حديث الجارية وقد سبق بيان اضطراب هذا الحديث سندا ومتنا وعدم صلاحية مثله للاحتجاج إلا في الأعمال دون المطالب الاعتقادية وقد حمل الشريف الجرجاني لفظ «أين» في الحديث على السؤال الاستكشافي ، ومن أهل العلم من قال إن العامي الذي يعلو عن مداركه التنزيه عن المكان يؤخذ بالرفق ويعذر لهذا الحديث بخلاف من عنده بعض إلمام بالعلم ، وجعل ابن رشد الحفيد لصاحب البرهان شأنا غير شأن العامي في ذلك ، وقد سبق بسط ذلك كله.
(٢) قال الذهبي في كتاب العلو : لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت اه. وقد ألّف الحافظ أبو القاسم بن عساكر جزءا سماه (بيان التخليط في حديث الأطيط) بيّن فيه وجوه التخليط في روايات الأطيط فلا حاجة لتكلف التأويل بعد ثبوت بطلان تلك الروايات.
(٣) وقد سبق بيان ما فيه كفاية في هذا الصدد فلا نعيد الكلام بدون موجب.
الشعر المنسوب إلى ابن رواحة
(٤) يشير به إلى ما ينسب إلى عبد الله بن رواحة رضي الله عنه من أنه أنشد :
شهدت بأنّ وعد الله حقّ |
|
وأن النار مثوى الكافرينا |
وأنّ العرش فوق الماء طاف |
|
وفوق العرش رب العالمينا |
إيهاما لامرأته أنه يتلو القرآن دفعا لما اتهمته به من نيله جارية له حتى قالت زوجته آمنت بالله وكذبت عيني اه وهذه قصة تذكر في كتب المحاضرات والمسامرات دون كتب الحديث