وذكر أربعين نبيا في إنكار ذلك وقد صنف البيهقي (١) جزءا في حياة الأنبياء ولكن هذا المدبر بعيد عن التوفيق.
فصل
قال : «فإن احتججتم بالشهيد».
وذكر غيره أشياء من حججنا.
فصل
قال في الجواب : «إن الشهيد حياته منصوصة مع النهي عن أن ندعوه ميتا ، ونساؤه حل لنا من بعده وما له مقسوم وهو مع ذلك حي فارح قلتم فالرسل أولى».
فانظر إلى قلب الدليل عليهم ما قلب شيئا قلب الله قلبه.
قال : «ورؤيته موسى مصليا في قبره في القلب منه حسيكة هل قاله؟ ولذلك
__________________
ـ والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذي وعدته ، اللهم صلّ على روحه في الأرواح وجسده في الأجساد كما بلغ رسالاتك وتلا آياتك وصدع بأمرك حتى أتاه اليقين ، اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلىاللهعليهوسلم (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) [النّساء : ٦٤] وإني قد أتيت نبيك تائبا مستغفرا فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلىاللهعليهوسلم نبي الرحمة ، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي ، اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي ، اللهم اجعل محمدا أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الأولين والآخرين اللهم كما آمنا به ولم نره وصدقناه ولم نلقه فأدخلنا مدخله واحشرنا في زمرته وأوردنا حوضه واسقنا بكأسه مشربا صافيا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا غير خزايا ولا ناكثين ولا مارقين ولا مغضوبا علينا ولا ضالين واجعلنا من أهل شفاعته. ثم تقدم عن يمينك فقل السلام عليك يا أبا بكر الصديق ، السلام عليك يا عمر الفاروق ، اللهم اجزهما عن نبيهما وعن الإسلام خيرا ، اللهم (اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ ...) [الحشر : ١٠] وتصلي بين القبر والمنبر في الروضة وإن أحببت تمسح بالمنبر وبالحنانة وهو الجذع الذي كان يخطب عليه صلىاللهعليهوسلم فلما اعتزل عنه حنّ إليه كحنين الناقة ، وتأتي مسجد قباء فتصلي لأن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقصده فيصلي فيه ، وإن أمكنك فأت قبور الشهداء وزرهم وأكثر من الدعاء في تلك المشاهد حتى كأنك تنظر إلى مواقفهم واصنع عند الخروج ما صنعت عند الدخول».
ويقال عن كتاب الفنون لابن عقيل الحنبلي هذا إنه في ثمانمائة مجلد ويقول الذهبي عنه إنه لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب. ومن هو نظير ابن عقيل هذا بين الحنابلة في الجمع والتحقيق؟ وأنت رأيت نص عبارته في المسألة على خلاف ما يعزو إليه ابن تيمية.
(١) وجزء البيهقي في حياة الأنبياء مطبوع فاستغنينا به عن الكلام في ذلك.