بسم الله الرّحمن الرّحيم
كلمة عن العالم والمتعلم
ورسالة أبي حنيفة إلى البتيّ
والفقه الأبسط ورواتها
الحمد لله ، وصلاة الله وسلامه على سيدنا محمد رسول الله ، وآله وصحبه وكل من هدى هديه وتابع نور هداه. أما بعد فإن (العالم والمتعلم) رواية أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان ، والرسالة التي بعث بها أبو حنيفة إلى عالم البصرة عثمان بن مسلم البتي المتوفى سنة ١٤٣ ه رواية أبي يوسف عن أبي حنيفة ، والفقه الأكبر رواية أبي مطيع عن أبي حنيفة المعروف عند أصحابنا بالفقه الأبسط ، والفقه الأكبر رواية حماد بن أبي حنيفة عن أبيه ، والوصية في عقيدة أهل السنة رواية أبي يوسف عن أبي حنيفة فتلك الرسائل هي العمد عند أصحابنا في معرفة العقيدة الصحيحة التي كان عليها النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه الغر الميامين ، ومن بعدهم من أهل السنة على توالي السنين.
وإمام الهدى أبو منصور الماتريدي رضي الله عنه وعن سائر الأئمة بني توضيح الدلائل ، على مسائل تلك الرسائل ، كما جرى على ذلك الإمام المجتهد أبو جعفر الطحاوي في كتابه «بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن» رضي الله عنهم المعروف بعقيدة الطحاوي ، فيتبين من ذلك مبلغ أهمية تلك الرسائل عند الباحثين ، وتوجد نسخ مخطوطة منها في مكتبة الفاتح بالآستانة ودار الكتب الملكية بالقاهرة ، وسبق أن نشرت كلها في مجموعة بالآستانة قبل مدة أكثر من قرن كامل فأصبحت تلك الطبعة بنفاد نسخها في حكم ما لم يطبع ، وطبعت الوصية مع شروحها مرات ، وكذلك الفقه الأكبر رواية حماد وشروحه.