وعليه وزره» قلت : أخبرني عن هؤلاء الذين يخرجون على الناس بسيوفهم فيقاتلون وينالون منهم. قال : هم أصناف شتى وكلهم في النار.
قال : روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «افترقت بنو إسرائيل اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة كلهم في النار إلا السواد الأعظم» قال : وحدثني حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أحدث حدثا في الإسلام فقد هلك ومن ابتدع بدعة فقد ضلّ ومن ضلّ ففي النار». حدثنا ميمون عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله علّمني ، قال : «فاذهب فتعلّم القرآن» ثلاثا. ثم قال له في الرابعة : «اقبل الحق ممن جاءك به حبيبا كان أو بغيضا وتعلّم القرآن ومل معه حيث مال».
قال : وحدثنا حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول : إن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وقال الله تعالى : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨)) [الشّمس : ٨] وقال الله تعالى لموسى على سيدنا ونبينا عليه الصلاة والسلام : (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) [طه : ٨٥].
* * *
باب المشيئة
قلت : هل أمر الله تعالى بشيء ولم يشأ خلقه وشاء شيئا ولم يأمر به وخلقه؟ قال : نعم. قلت : فما ذاك؟ قال : أمر الكافر بالإسلام ولم يشأ خلقه ، وشاء الكفر للكافر ولم يأمر به وخلقه. قلت : هل رضي الله شيئا ولم يأمر به؟ قال : نعم. كالعبادات النافلة. قلت : هل أمر الله تعالى بشيء ولم يرض به؟ قال : لا. قلت : لم؟ قال : لأن كل شيء أمر به فقد رضيه. قلت : يعذب الله العباد على ما يرضى أو على ما لا يرضى؟ قال : يعذبهم الله على ما لا يرضى لأنه يعذبهم على الكفر والمعاصي ولا يرضى بها. قلت : فيعذبهم على ما يشاء أو على ما لا يشاء؟ قال : بل يعذبهم على ما يشاء لهم ، لأنه يعذبهم على الكفر والمعاصي وشاء للكافر وللمعاصي المعصية. قلت : هل أمرهم بالإسلام ثم شاء لهم الكفر؟ قال : نعم. قلت : سبقت مشيئته أمره أو سبق أمره مشيئته؟ قال : سبقت مشيئته أمره ، قلت : فمشيئة الله رضا له أم لا؟ قال : هو لله رضا ممن عمل بمشيئته وبرضاه وطاعته فيما أمر به ومن عمل خلاف ما أمر به فقد عمل بمشيئته ولم يعمل برضاه لكن عمل معصيته ، ومعصيته غير