(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (٧)
والسين قراءة ابن كثير (١) في كل القرآن ، وهي الأصل في الكلمة ، والباقون بالصّاد الخالصة ، وهي لغة قريش ، وهي الثابتة في الإمام (٢) ، ويذكر ويؤنث كالطريق والسبيل ، والمراد به طريق الحق وهو ملّة الإسلام.
٧ ـ (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) بدل من الصراط المستقيم (٣) وهو في حكم تكرير العامل ، وفائدته التأكيد والإشعار بأنّ الصراط المستقيم تفسيره صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده ، وهم المؤمنون أو الأنبياء عليهمالسلام ، أو قوم موسى عليه الصلاة والسلام (٤) قبل أن يغيّروا : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) بدل من الذين أنعمت عليهم ، يعني أنّ المنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضّلال ، أو صفة للذين ، يعني أنهم جمعوا بين النّعمة المطلقة ، وهي نعمة الإيمان ، وبين السلامة من غضب الله والضلال ، وإنّما ساغ وقوعه صفة للذين وهو معرفة ، وغير لا يتعرف (٥) بالإضافة لأنّه إذا وقع بين متضادين وكانا معرفتين تعرّف بالإضافة ، نحو عجبت من الحركة غير السكون ، والمنعم عليهم والمغضوب عليهم متضادان ، ولأنّ الذين قريب من النكرة لأنّه لم يرد به قوم بأعيانهم وغير المغضوب عليهم قريب من المعرفة للتخصيص الحاصل له بإضافته ، فكلّ واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه فاستويا ، وعليهم الأولى محلها النصب على المفعولية ، ومحل الثانية الرفع على الفاعلية. وغضب الله إرادة الانتقام من المكذّبين وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على ما تحت يده ، وقيل المغضوب عليهم هم اليهود لقوله تعالى : (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) (٦) والضالون هم النصارى لقوله تعالى : (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) (٧) ولا زائدة عند البصريين للتوكيد ، وعند الكوفيين هي بمعنى غير. آمين صوت سمّي به الفعل الذي هو استجب ، كما أن رويد اسم لأمهل ، وعن ابن
__________________
ولد عام ٨٠ ه ، ومات عام ١٥٦ ه. (غاية النهاية ١ / ٢٦١).
(١) ابن كثير : هو عبد الله بن كثير الداري المكي ، ولد عام ٤٥ ه ومات عام ١٢٠ ه أحد القراء السبعة وقاضي الجماعة في مكة المكرمة (غاية النهاية ١ / ٤٤٣).
(٢) في (ز) في المصحف الإمام.
(٣) ليست في (ز).
(٤) ليست في (ظ) و(ز).
(٥) في (ظ) وغيره يتعرف.
(٦) المائدة ، ٥ / ٦٠.
(٧) المائدة ، ٥ / ٧٧.