الشيعة والاهتمام البالغ بالقرآن الكريم
إنّ القرآن الكريم أحدث في الحياة البشرية أعظم انقلاب وتغيير شمل كلّ مناحي الحياة ، وامتدّ شعاعه إلى أبعد الأصقاع ، وأذهل أقوى الأدمغة ، واكتسح أعظم الحضارات ، وأقام فوق ركامها أنظف حضارة وأجمل حياة وأكمل سيادة وسياسة.
هذا وقد كان للشيعة اليد الطولى والسهم العظيم في الاهتمام به ، والعمل على دراسته وتفسيره ، وبيان معانيه ومضامينه ، واكتشاف أسراره وآياته وبيّناته بهدى من أئمّتهم عليهمالسلام الذين هم عدل القرآن وأهله الذين أنزل القرآن في بيوتهم.
فكتبوا ونشروا وحثّوا أيما حثّ على قراءته وحفظه ونشره وتجويده والاستناد إليه في كلّ حقول المعرفة ، وكان السبب في اهتمام الشيعة بالقرآن في الدرجة الأولى هو أهمّيّة القرآن نفسه وعظمة أمره ، ثمّ الاقتداء بالنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة من أهل بيته عليهمالسلام في ذلك.
فمن ينظر إلى الأحاديث المرويّة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام والتي تحدّثوا فيها عن القرآن الكريم يواجه عناية بالغة وكبيرة منهم بهذا الكتاب الإلهي الخالد ، ثم من يطّلع على بقيّة أحاديثهم في شتى جوانب الدين يجدها مليئة بالاستدلالات من القرآن الكريم ممّا يكشف عن شدّة حرصهم على البقاء إلى جانب القرآن والانطلاق منه والرجوع إليه ، ويشهد بذلك ما ألّفه علماء الإمامية سدّدهم الله تعالى ورواتهم حول فضل القرآن وخصائصه وعلومه ومزاياه وفي شتى المجالات. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر