فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ
____________________________________
الإنسان فاسقا (فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) معنى «الحبط» عدم استحقاق الثواب على العمل كما قال سبحانه : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (١) ، (وَهُوَ) الكافر بالإيمان (فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) اللذين خسروا أنفسهم حيث استحقوا العقاب حين استحق سائر المطيعين الثواب.
[٧] وفي سياق ذكر الطيبات والملاذ الجسدية يأتي دور الطيبات والملاذ الروحية التي من أكثرها طيبا ولذة الصلاة بما لها من طهارة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) أي أردتم إياها فان المريد لشيء يقوم إليه ليأتي به ، ألا ترى أن الناس يقعدون إلى أشغالهم فإذا أذّن المؤذن قاموا إلى الصلاة ليأتوا بها (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) من قصاص الشعر إلى الذقن طولا ، وما اشتملت عليه الإبهام والوسطى عرضا ، بالماء الطاهر المباح ، غسلا طبيعيا ، من الأعلى إلى الأسفل (وَ) اغسلوا (أَيْدِيَكُمْ) ولما كان المنصرف من «اليد» : تمام اليد إلى الكتف ، أخرجه بقوله : (إِلَى الْمَرافِقِ) فإن الغسل يستثني منه غسل العضد ولذا لا يستفاد من «إلى» هذه كونها غاية للغسل بل المستفاد كونها غاية للمغسول ، فإنك لو قلت لمصاب بالمرض : ادهن رجلك إلى الركبة. لم يستفد عرفا منه لزوم كون التدهين من الإصبع إلى الركبة بل استفيد كون الفخذ خارجا عن التدهين ، وعلى هذا فاللازم الابتداء من الأعلى لأنه الغسل الطبيعي الذي وردت به السنة (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ)
__________________
(١) المائدة : ٢٨.