وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٦٧) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ
____________________________________
سبحانه عظم الأمر بقوله : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) أي لم تبلغ خلافة علي عليهالسلام (فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) لأن كل الرسالة رهن هذا التبليغ ، وذلك واضح إذ عدم الاستخلاف معناه ذهاب جميع الأتعاب سدى ، وقد أمنه الله سبحانه مما كان يخشى منه فقال : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ) أي يحفظك (مِنَ النَّاسِ) فلا يتمكنون من الفتنة والانقلاب والإيذاء مما كان يخشاه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وحين ذاك ، وعند منصرف الرسول من حجة الوداع في وسط الصحراء ، أمر بنصب منبر له وخطب خطبة طويلة بليغة ، ثم أخذ بكف علي عليهالسلام وقال : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» ، وأنشد حسان :
يناديهم يوم الغدير نبيهم |
|
بخمّ وأسمع بالرسول مناديا |
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) الذين يكفرون ببلاغك ، ومعنى «لا يهديهم» أنه لا يلطف بهم اللطف الزائد بعد ما أعرضوا عن الحق عنادا واستكبارا ، ولعل الارتباط بين الآية وطرفيها أنه كما أن الناس مأمورون بالقبول ، فالرسول مأمور بالبلاغ ، مع تلطيف جو الكلام ، بتغيير الأسلوب في وسط المطلب ، تفنّنا في البلاغ ، وتنشيطا للأذهان ، كما تقدم في آيات أخرى مشابهة.
[٦٩] (قُلْ) يا رسول الله لأهل الكتاب : (يا أَهْلَ الْكِتابِ