(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٦) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٦٨) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) (٧٢)
٦٧ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ) أي أصلكم (مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) اقتصر على الواحد لأنّ المراد بيان الجنس (ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) متعلق بمحذوف تقديره ثم يبقيكم لتبلغوا ، وكذلك (ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) وبكسر الشين مكي وحمزة وعليّ وحماد ويحيى والأعشى (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ) أي من قبل بلوغ الأشدّ ، أو من قبل الشيوخة (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى) معناه ويفعل ذلك لتبلغوا أجلا مسمى وهو وقت الموت أو يوم القيامة (وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ما في ذلك من العبر والحجج.
٦٨ ـ (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) أي فإنما يكوّنه سريعا من غير كلفة.
٦٩ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) ذكر الجدال في هذه السورة في ثلاثة مواضع فجاز أن يكون في ثلاثة أقوام أو ثلاثة أصناف أو للتأكيد.
٧٠ ـ (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ) بالقرآن (وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا) من الكتب (١) (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).
٧١ ـ ٧٢ ـ (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) إذ ظرف زمان ماض ، والمراد به الاستقبال هنا لقوله (٢) : فسوف يعلمون. وهذا لأنّ الأمور المستقبلة لمّا كانت في أخبار الله تعالى مقطوعا بها عبّر عنها بلفظ ما كان ووجد ، والمعنى على الاستقبال (وَالسَّلاسِلُ) عطف على الأغلال ، والخبر في أعناقهم ، والمعنى إذ الأغلال والسلاسل في أعناقهم (يُسْحَبُونَ. فِي الْحَمِيمِ) يجرّون في الماء الحار (ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) من سجر التنور إذ ملأه بالوقود ، ومعناه أنهم في النار فهي محيطة بهم ،
__________________
(١) في (ز) الكتاب.
(٢) في (ز) والمراد به هنا الاستقبال كقوله.