(اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣) قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ) (١٤)
كامل في الرجوليّة (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ) هو أشدّ العذاب (أَلِيمٌ) بالرفع مكي ويعقوب وحفص ، صفة لعذاب ، وغيرهم بالجرّ صفة لرجز.
١٢ ـ (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ) بإذنه (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) بالتجارة ، أو بالغوص على اللؤلؤ والمرجان ، واستخراج اللحم الطري (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
١٣ ـ (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) هو تأكيد ما في السماوات ، وهي (١) مفعول سخّر ، وقيل جميعا نصب على الحال (مِنْهُ) حال أي سخّر هذه الأشياء كائنة منه حاصلة من عنده ، أو خبر مبتدأ محذوف أي هذه النعم كلّها منه ، أو صفة للمصدر أي تسخيرا منه (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
١٤ ـ (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا) أي قل لهم اغفروا يغفروا ، فحذف المقول لأنّ الجواب يدلّ عليه ، ومعنى يغفروا يعفوا ويصفحوا ، وقيل إنه مجزوم بلام مضمرة (٢) تقديره ليغفروا ، فهو أمر مستأنف ، وجاز حذف اللام للدلالة على الأمر (لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه من قولهم لوقائع العرب أيام العرب ، وقيل لا يأملون (٣) الأوقات التي وقّتها الله تعالى لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها ، قيل نزلت في عمر رضي الله عنه حين شتمه رجل من المشركين من بني غفار فهمّ أن يبطش به (لِيَجْزِيَ) تعليل للأمر بالمغفرة أي إنما أمروا بأن يغفروا ليوفيهم جزاء مغفرتهم يوم القيامة ، وتنكير (قَوْماً) على المدح لهم ، كأنه قيل ليجزي أيما قوم وقوما مخصوصين بصبرهم على أذى أعدائهم. لتجزي شامي وحمزة وعليّ ، ليجزى قوما يزيد أي ليجزي الخير قوما ، فأضمر الخير لدلالة الكلام عليه كما أضمر الشمس في قوله : (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) (٤) لأنّ قوله : (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِ) (٥) دليل
__________________
(١) في (ز) وهو.
(٢) في (ز) مضمر.
(٣) في (ز) يؤملون.
(٤) ص ، ٣٨ / ٣٢.
(٥) ص ، ٣٨ / ٣١.