سورة ق
مكية وهي خمس وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) (٣)
١ ـ ٣ ـ الكلام في (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ. بَلْ عَجِبُوا) كالكلام في (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ. بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١) سواء بسواء لالتقائهما في أسلوب واحد ، والمجيد : ذو المجد والشرف على غيره من الكتب ، ومن أحاط علما بمعانيه ، وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس ، وقوله بل عجبوا أي كفار مكة (أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) أي محمد صلىاللهعليهوسلم إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب وهو أن ينذرهم بالمخوف رجل منهم قد عرفوا عدالته وأمانته ، ومن كان كذلك لم يكن إلّا ناصحا لقومه خائفا أن ينالهم مكروه ، وإذا علم أنّ مخوفا أظلهم لزمه أن ينذرهم ، فكيف بما هو غاية المخاوف ، وإنكار لتعجبهم مما أنذرهم به من البعث مع علمهم بقدرة الله تعالى على خلق السماوات والأرض وما بينهما ، وعلى اختراع كلّ شيء ، وإقرارهم بالنشأة الأولى ، مع شهادة العقل بأنه لا بدّ من الجزاء. ثم عوّل على أحد الإنكارين بقوله :
(فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ. أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) (٢) دلالة على أنّ تعجبهم من البعث أدخل في الاستبعاد وأحقّ بالإنكار ، ووضع الكافرون موضع الضمير للشهادة
__________________
(١) ص ، ٣٨ / ١ ـ ٢.
(٢) في مصحف النسفي : متنا بضم الميم وهي قراءة.