سورة الذاريات
مكية وهي ستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (٢) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (٣) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) (٥)
١ ـ (وَالذَّارِياتِ) الرياح لأنها تذرو التراب وغيره ، وبإدغام التاء في الذال حمزة وأبو عمرو (ذَرْواً) مصدر والعامل فيه اسم الفاعل.
٢ ـ (فَالْحامِلاتِ) السحاب لأنها تحمل المطر (وِقْراً) مفعول الحاملات.
٣ ـ (فَالْجارِياتِ) الفلك (يُسْراً) جريا ذا يسر ، أي ذا سهولة.
٤ ـ (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) الملائكة لأنها تقسّم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرهما ، أو تفعل التقسيم مأمورة بذلك ، أو تتولى تقسيم أمر العباد ، فجبريل للغلظة ، وميكائيل للرحمة ، وملك الموت لقبض الأرواح ، وإسرافيل للنفخ ، ويجوز أن يراد الرياح لا غير ، لأنها تنشىء السحاب وتقلّه وتصرّفه ، وتجري في الجوّ جريا سهلا ، وتقسم الأمطار بتصريف السحاب ، ومعنى الفاء على الأول أنه أقسم بالرياح ، فبالسحاب التي تسوقه فبالفلك التي تجريها بهبوبها ، فبالملائكة التي تقسّم الأرزاق بإذن الله من الأمطار وتجارات البحر ومنافعها ، وعلى الثاني أنها تبتدىء في الهبوب فتذرو التراب والحصباء ، فتقلّ السحاب ، فتجري في الجوّ باسطة له ، فتقسّم المطر.
٥ ـ (إِنَّما تُوعَدُونَ) جواب القسم ، وما موصولة أو مصدرية ، والموعود البعث (لَصادِقٌ) وعد صادق كعيشة راضية أي ذات رضا.