(وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (٩) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (١٠) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) (١٤)
٩ ـ (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ) وقوّموا وزنكم بالعدل (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) ولا تنقصوه ، أمر بالتسوية ونهى عن الطغيان الذي هو اعتداء وزيادة ، وعن الخسران الذي هو تطفيف ونقصان ، وكرر لفظ الميزان تشديدا للتوصية به وتقوية للأمر باستعماله والحثّ عليه.
١٠ ـ (وَالْأَرْضَ وَضَعَها) خفضها مدحوّة على الماء (لِلْأَنامِ) للخلق ، وهو كلّ ما على ظهر الأرض من دابة ، وعن الحسن : الإنس والجنّ ، فهي كالمهاد لهم يتصرفون فوقها.
١١ ـ (فِيها فاكِهَةٌ) ضروب مما يتفكّه به (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) هي أوعية الثمر الواحد ، كم بكسر الكاف ، أو كلّ ما يكمّ أي يغطّى من ليفه وسعفه وكفرّاه (١) ، وكلّه منتفع به كما ينتفع بالمكموم من ثمره وجمّاره (٢) وجذوعه.
١٢ ـ ١٣ ـ (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) هو ورق الزرع أو التّبن (وَالرَّيْحانُ) الرزق ، وهو اللبّ أراد فيها ما يتلذّذ به من الفواكه ، والجامع بين التلذذ والتغذّي هو ثمر النخل وما يتغذى به وهو الحبّ. والريحان بالجر حمزة وعليّ أي والحبّ ذو العصف الذي هو علف الأنعام والريحان الذي هو مطعم الأنام ، والرفع على وذو الريحان فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، وقيل معناه وفيها الريحان الذي يشمّ. والحبّ ذا العصف والريحان شاميّ أي وخلق الحبّ والريحان ، أو وأخصّ الحبّ والريحان (فَبِأَيِّ آلاءِ) أي النّعم مما عدّ (٣) من أول السورة ، جمع «ألى وإلى» (رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) الخطاب للثقلين بدلالة الأنام عليهما.
١٤ ـ (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ) طين يابس له صلصلة (كَالْفَخَّارِ) أي الطين المطبوخ بالنار ، وهو الخزف (٤) ، ولا اختلاف في هذا وفي قوله : (مِنْ حَمَإٍ
__________________
(١) كفراه : أوعية طلع النخل (القاموس ٢ / ١٢٨).
(٢) الجمّار : شحم النخلة (القاموس ١ / ٣٩٣).
(٣) في (ز) عدّد.
(٤) في (ز) الخذف وهو خطأ الطابع.