سورة الجن
مكية وهي ثمان وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (٢)
١ ـ (قُلْ) يا محمد لأمتك (أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ) أنّ الأمر والشأن ، أجمعوا على فتح أنه لأنه فاعل أوحي ، وأن لو استقاموا ، وأن المساجد للعطف على أنّه استمع ، فأن مخففة من الثقيلة ، وأن قد أبلغوا لتعدي يعلم إليها ، وعلى كسر ما بعد فاء الجزاء وبعد القول نحو : فإنّ له نار جهنم ، وقالوا إنا سمعنا لأنه مبتدأ محكيّ بعد القول ، واختلفوا في فتح الهمزة وكسرها من : أنه تعالى جدّ ربنا إلى وأنا منا المسلمون ففتحها شامي وكوفي غير أبي بكر عطفا على أنه استمع ، أو على محلّ الجار والمجرور في آمنا به تقديره صدّقناه وصدّقنا أنه تعالى جدّ ربّنا ، وأنه كان يقول سفيهنا إلى آخرها ، وكسرها غيرهم عطفا على إنا سمعنا وهم يقفون على آخر الآيات (اسْتَمَعَ نَفَرٌ) جماعة من الثلاثة إلى العشرة (مِنَ الْجِنِ) جنّ نصيبين (فَقالُوا) لقومهم حين رجعوا إليهم من استماع قراءة النبي صلىاللهعليهوسلم في صلاة الفجر (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) عجيبا بديعا مباينا لسائر الكتب في حسن نظمه وصحة معانيه ، والعجب ما يكون خارجا عن العادة ، وهو مصدر وضع موضع العجيب.
٢ ـ (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) يدعو إلى الصواب ، أو إلى التوحيد والإيمان (فَآمَنَّا بِهِ) بالقرآن ، ولمّا كان الإيمان به إيمانا بالله وبوحدانيته وبراءة من الشرك قالوا (وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) من خلقه ، وجاز أن يكون الضمير في به لله تعالى ، لأن قوله بربّنا يفسّره.