سورة الفجر
مكية وهي ثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ) (٥)
١ ـ ٥ ـ (وَالْفَجْرِ) أقسم بالفجر وهو الصبح كقوله : (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) (١) أو بصلاة الفجر (وَلَيالٍ عَشْرٍ) عشر ذي الحجة ، أو العشر الأوّل من المحرم ، أو من الأواخر من رمضان (٢) ، وإنما نكّرت لزيادة فضيلتها (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) شفع كلّ الأشياء ووترها ، أو شفع هذه الليالي ووترها ، أو شفع الصلاة ووترها ، أو يوم النحر لأنه اليوم العاشر ويوم عرفة لأنه اليوم التاسع ، أو الخلق والخالق ، والوتر حمزة وعلي ، وبفتح الواو غيرهما ، وهما لغتان ، فالفتح حجازي والكسر تميمي ، وبعد ما أقسم بالليالي المخصوصة أقسم بالليل على العموم فقال (وَاللَّيْلِ) وقيل أريد به ليلة القدر (إِذا يَسْرِ) إذا يمضي ، وياء يسر تحذف في الدرج اكتفاء عنها بالكسرة ، وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة ، وسأل واحد الأخفش عن سقوط الياء فقال : لا ، حتى تخدمني سنة ، فسأله بعد سنة فقال : الليل لا يسري وإنما يسرى فيه ، فلما عدل عن معناه عدل عن لفظه موافقة ، وقيل معنى يسري : يسرى فيه ، كما يقال ليل نائم أي ينام فيه (هَلْ فِي ذلِكَ) أي فيما أقسمت به من هذه الأشياء (قَسَمٌ) أي مقسم به (لِذِي حِجْرٍ) عقل ، سمّي به لأنه يحجر عن التهافت فيما لا ينبغي ، كما سمّي عقلا ونهية
__________________
(١) المدثر ، ٧٤ / ٣٤.
(٢) في (ظ) أو الأخر أو من رمضان ، وفي (ز) أو الآخر من رمضان.