سورة الشرح
مكية وهي ثمان آيات (١)
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (٤)
١ ـ ٤ ـ (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) استفهم عن انتفاء الشرح على وجه الإنكار فأفاد إثبات الشرح فكأنه قيل : شرحنا لك صدرك ، ولذا عطف عليه وضعنا اعتبارا للمعنى أي فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم حتى وسع هموم النبوة ودعوة الثّقلين ، وأزلنا عنه الضيق والحرج الذي يكون مع العمى والجهل ، وعن الحسن : ملىء حكمة وعلما (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) وخففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها ، وقيل هو زلة لا تعرف بعينها وهي ترك الأفضل مع إتيان الفاضل ، والأنبياء يعاتبون بمثلها ، ووضعه عنه أن غفر له ، والوزر : الحمل الثقيل (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) أثقله حتى سمع نقيضه وهو صوت الانتقاض (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) ورفع ذكره أن قرن بذكر الله في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والخطب والتشهد وفي غير موضع من القرآن : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (٢) (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) (٣) (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) (٤)
__________________
(١) في جميع النسخ سورة «ألم نشرح» وفي (أ) وهي ثماني آيات ، وفي (ظ) ثماني آية مكية ، وفي (ز) وهي ثمان آيات ، وقد اعتمدنا «الشرح» المتداول حاليا في جميع المصاحف.
(٢) النساء ، ٤ / ٥٩. النور ، ٢٤ / ٥٤. محمد ، ٤٧ / ٣٣.
(٣) النساء ، ٤ / ١٣. النور ، ٢٤ / ٥٢. الأحزاب ، ٣٣ / ٧١. الفتح ، ٤٨ / ١٧.
(٤) التوبة ، ٩ / ٦٢.