سورة العلق
مكية وهي تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (٥)
عن ابن عباس ومجاهد : هي أول سورة نزلت ، والجمهور على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم.
١ ـ ٥ ـ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) محل باسم ربّك النصب على الحال أي اقرأ مفتتحا باسم ربّك ، كأنه قيل : قل باسم الله ثم اقرأ الذي خلق ، لم يذكر لخلق مفعول (١) لأن المعنى الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه ، أو تقديره خلق كلّ شيء فيتناول كلّ مخلوق لأنه مطلق ، فليس بعض المخلوقات بتقديره أولى من بعض ، وقوله : (خَلَقَ الْإِنْسانَ) تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق لشرفه ولأن التنزيل إليه ، ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان إلا أنه ذكر مبهما ثم مفسّرا ، تفخيما لخلقه ودلالة على عجيب فطرته (مِنْ عَلَقٍ) وإنما جمع ولم يقل من علقة لأن الإنسان في معنى الجمع (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) الذي له الكمال في زيادة كرمه على كلّ كريم ، ينعم على عباده النّعم ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم لنعمه ، وكأنه ليس وراء التكرّم بإفادة الفوائد العلمية تكرّم حيث قال : (الَّذِي عَلَّمَ) الكتابة (بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) فدل على كمال كرمه بأنه علّم
__________________
(١) في (ز) لم يذكر الخلق مفعولا.