سورة الكوثر
مكية وهي ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣)
١ ـ ٣ ـ (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) هو فوعل من الكثرة ، وهو المفرط الكثرة ، وقيل : هو نهر في الجنة أحلى من العسل ، وأشدّ بياضا من اللبن وأبرد من الثلج ، وألين من الزّبد ، حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو الخير الكثير ، فقيل له : إن ناسا يقولون هو نهر في الجنة ، فقال : هو من الخير الكثير (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) فاعبد ربّك الذي أعزّك بإعطائه ، وشرّفك وصانك من منن الخلق ، مراغما لقومك الذين يعبدون غير الله (وَانْحَرْ) لوجهه وباسمه إذا نحرت مخالفا لعبدة الأوثان في النحر لها (إِنَّ شانِئَكَ) أي من أبغضك من قومك بمخالفتك لهم (هُوَ الْأَبْتَرُ) المنقطع عن كلّ خير لا أنت ، لأن كلّ من يولد إلى يوم القيامة من المؤمنين فهم أولادك وأعقابك ، وذكرك مرفوع على المنابر ، وعلى لسان كلّ عالم وذاكر إلى آخر الدهر ، يبدأ بذكر الله ويثني بذكرك ، ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف ، فمثلك لا يقال له أبتر ، إنما الأبتر هو شانئك المنسيّ في الدنيا والآخرة ، قيل نزلت في العاص بن وائل سماه الأبتر ، والأبتر الذي لا عقب له ، وهو خبر إن ، وهو فصل.