أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (١٠٠) تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ
____________________________________
سوء العاقبة الموجب للنكال والعقاب ، والمعصومون خارجون عن العموم لأن مصب الكلام حول العصاة ـ فإنه عبارة أخرى عن وجوب حذر العصاة ـ أو داخلون باعتبار احتمال صدور ترك الأولى منهم ، الموجب لعدم بلوغ بعض الدرجات الرفيعة ، كما قال سبحانه : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (١).
[١٠١] (أَوَلَمْ يَهْدِ) أي : ألم ينبّه ويرشد (لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها) أي الذين صاروا خلفاء لآبائهم وأجدادهم ، من بعد ما أفنينا أولئك ، وأبحنا الأرض لهؤلاء ، أي أليس يعرف الناس مما رأوه من عذاب الأمم السابقة ـ حينما عصوا ـ (أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ) وأخذناهم (بِذُنُوبِهِمْ) كما أهلكنا الأمم السابقة (وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ) بأن نعلمها بعلامة الكفر ، أو نغفلها حتى لا تعقل شيئا ، وذلك بسبب اقترافهم الجرائم والآثام ـ كما سبق ـ (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) الوعظ ولا يقبلونه.
[١٠٢] (تِلْكَ الْقُرى) التي هلكت واضمحلت (نَقُصُّ عَلَيْكَ) يا رسول الله (مِنْ أَنْبائِها) أي أخبارها لتنظر فيها بنظر الاعتبار ، وتخبر بها المسلمين وغير المسلمين حتى يعتبروا (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) أي الأدلة
__________________
(١) طه : ١١٦.