وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣)
____________________________________
[١٩٣] (وَلا يَسْتَطِيعُونَ) أي لا تستطيع تلك الأصنام (لَهُمْ) أي لعبّادها (نَصْراً) حيث يقعون في المشاكل (وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) لا تستطيع الأصنام نصر أنفسها إذا تعدّى عليها متعدّ ، كما قد رأى ذلك الشاعر أن الثعلب يبول على رأس صنمه ، فكسره قائلا :
أرب يبول الثعلبان برأسه؟ لقد |
|
ذلّ من بالت عليه الثعالب |
ولا يخفى أن الإتيان بضمير العاقل للأصنام للتشاكل بما كان يعتقده عابدوها من أنها تعقل وتفهم وتضر وتنفع.
[١٩٤] (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ) أيها المسلمون إن تدعوا هؤلاء المشركين (إِلَى الْهُدى) ليهتدوا ويتركوا أصنامهم (لا يَتَّبِعُوكُمْ) حيث استحوذ الشيطان عليهم (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) فإن دعاءهم إلى الإيمان والسكوت عنهم متساويان ، كما قال سبحانه : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (١).
وقد يستشكل بعض الملحدين : بأن الأمر إن كان بالنسبة إلى مرحلة الظاهر فالله «سبحانه» والأصنام متساويان من هذه الجهة ، فإنه لا يظهر أثر للنصرة وعدمها ، وإن كان بالنسبة إلى مرحلة الواقع ، فأي
__________________
(١) البقرة : ٧.