أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥)
____________________________________
ومن الوهابيين من يستدل بهذه الآية بعدم صحة التوسل بالأنبياء والأئمة ، قائلا : «فادعوهم فليستجيبوا لكم».
والجواب : نقضا ؛ «فادع الله فليستجب لك» فإن قال : يستجيب ، قلنا : يستجيبون بأمر الله تعالى وإذنه. وحلا ؛ بأن الفارق هو الدليل ، وعدم الاستجابة العاجلة لا دلالة فيه لأحد الطرفين.
[١٩٦] ثم بيّن سبحانه أن الأصنام لا تقدر على شيء حتى على ما يقدر الإنسان العادي عليه ، فمن لا يقدر على أقل شيء كيف يكون إلها معبودا؟ (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) أي : هل لهذه الأصنام أرجل يمشون بها في مصالحكم ، أو مشيا لأنفسهم ، حتى يتساووا مع أقل حيوان أو إنسان؟ (أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) «البطش» هو الأخذ بشدة ، أي يأخذون بأيديهم بشدة ما يريدون الانتقام منه ، أو مطلق الأخذ (أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها) الأشياء؟ (أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) الأصوات والشكاوى وغيرهما؟ إنها لا تحس إطلاقا ، فكيف تعبدون أنتم أيها البشر هذه الأشياء الفاقدة لكل حس؟
(قُلِ) يا رسول الله للمشركين : (ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) أي الشركاء الذين جعلتموهم مع الله سبحانه (ثُمَّ كِيدُونِ) أي امكروا بي بأجمعكم عابدا ومعبودا (فَلا تُنْظِرُونِ) لا تأخروني ، بل أسرعوا في الكيد ، فإن ربي ينصرني عليكم جميعا. إن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا