فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (٨) اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً
____________________________________
بنو خزيمة وبنو مدلج وبنو حمزة ، فقد دخلوا في عهد قريش يوم الحديبية ـ اليوم الذي عاهد رسول الله قريش قرب الحرم ـ وهؤلاء لم ينقضوا العهد ، فأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بإتمام مدتهم وفاء للعهد (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ) أي مدة استقامة المشركين الذين لم ينقضوا العهد معكم ، بأن لم تظهر منهم أمارات الغدر والخيانة (فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) وابقوا على عهدكم معهم (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) الذين يتقون نقض العهد وخلف الوعد.
[٨] (كَيْفَ) يكون للمشركين عهد ، وتتورعون عن قتالهم (وَ) الحال أنهم (إِنْ يَظْهَرُوا) ويظفروا (عَلَيْكُمْ) ويتمكّنوا منكم (لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) أي لا يحفظوا ولا يرعوا فيكم قرابة ولا عهدا ، فإن «الإل» بمعنى القرابة ، و «الذمة» بمعنى العهد ، أو «الإل» بمعنى الحلف ، أي تذهب المحالفات والعهود بمجرد أن يتمكن هؤلاء منكم (يُرْضُونَكُمْ) هؤلاء المعاهدون (بِأَفْواهِهِمْ) فيتكلمون بكلام الموالين (وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ) حبكم وولاءكم ، بل هي مليئة بغضا وعداوة (وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن العهود والمواثيق ، فإن الفسق بمعنى الخروج عن الحق.
[٩] (اشْتَرَوْا) هؤلاء الناكثون بمقابل آيات (اللهِ) التي كان المفروض الإيمان بها (ثَمَناً قَلِيلاً) فقد أعرضوا عن الدين في مقابل دنيا قليلة