أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢) أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
____________________________________
المسلمون (أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) «أئمة» جمع إمام ، وهم قادة الكافرين ، وإنما خصّهم بالذكر لأنهم المضلون لأتباعهم الذين إن استأصلوا ذهبت شوكة الكافرين.
ويستفاد من الآية : أن الأولى قصد مراكز انتشار الكفر ومعادنه (إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) أي أن أئمة الكفر لا يحفظون العهود والأيمان ولا وفاء لهم بها (لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) أي قاتلوهم لكي ينتهوا عن الكفر.
[١٣] ثم حثّ سبحانه المؤمنين بقتالهم بقوله : (أَلا تُقاتِلُونَ) أي هلّا تقاتلون (قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) ونقضوها ، وهذا لا ينافي قوله : «لا أيمان لهم» فإن معنى ذلك : أنهم لا يحفظوها ، ومعنى هذا أنهم عقدوها. والحاصل أنهم عقدوا الأيمان ولكن نقضوها (وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ) حين تآمروا في دار الندوة لإخراجه صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكة. ولعل ذكر ذلك مع أنهم همّوا بقتله أيضا ، أوقع في النفس ، وأبلغ في التحريض والحث ، لأن الإخراج الذي قصده المتآمرون كان أسوأ من القتل ، فإنهم قصدوا إخراجه حتى يموت في بيداء خالية من الماء والطعام ، أو المراد بالإخراج : إخراجه من بين أظهرهم بالإثبات أو القتل أو النفي (وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) فإنهم ابتدءوا بقتال المسلمين وإيذائهم والصد عن سبيل الله.
إن كل هذه الأمور الثلاثة مما يبيح لكم قتالهم ، فلماذا