أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا
____________________________________
لا تقاتلونهم أيها المسلمون؟ (أَتَخْشَوْنَهُمْ) أي هل تخشون هؤلاء الكفار أن تصيبكم منهم أذية؟ (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ) فإنكم إن تركتم قتال هؤلاء عذّبكم الله سبحانه ، فهو أحق بالخشية من هؤلاء (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بالله وبما جاء به الرسول ، أما غير المؤمن فلا يعتقد بعقاب الله سبحانه ولذا لا يخشاه.
[١٤] (قاتِلُوهُمْ) أي قاتلوا الكفار أيها المسلمون ، إن تقاتلوهم (يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ) بالقتل والأسر (وَيُخْزِهِمْ) أي يذلهم ويحطّم شوكتهم (وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ) حتى تكون كلمتكم هي العليا وتكون الغلبة لكم (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) فإن صدور المؤمنين كانت ممتلئة غيظا وكمدا ، وكل من انتصر شفي صدره وذهبت فرحة النصر بغيظه.
[١٥] (وَيُذْهِبْ) الله (غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) الذي تجمع فيها من كثرة ما رأوا من الاضطهاد والظلم (وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) من هؤلاء الكفار إذا آمنوا مع فرط تعدّيهم وعتوّهم ، فإن الإسلام يجبّ ما قبله (وَاللهُ عَلِيمٌ) بالمصلحة حيث يأمركم بقتال هؤلاء ، فلا يأمر اعتباطا (حَكِيمٌ) فأمره عن حكمة ودراية.
[١٦] (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا) «أم» أداة استفهام وعطف ، فقد عطفت هذه