ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠)
____________________________________
أنفسهم على نفسه فإذا أراد الجهاد تركوه يقاسي الحر والبرد ، وهم في مساكنهم هادئون آمنون. يقال : «رغبت بنفسي عن هذا الأمر» أي ترفعت بها عنه.
(ذلِكَ) النهي لهم والزجر عن التخلف ، ليس بلا عوض ولا مقابل ، وإنما لهم بكل حركة وسكون وتعب أجر وثواب بسبب أنهم (لا يُصِيبُهُمْ) في سفرهم (ظَمَأٌ) عطش (وَلا نَصَبٌ) تعب في أبدانهم (وَلا مَخْمَصَةٌ) بمعنى المجاعة ، وأصله ضمور البطن للمجاعة ، يقال : «رجل خميص البطن» ، أي ضامرها من الجوع ، والمعنى : لا يصيبهم جوع (فِي سَبِيلِ اللهِ) ولإعلاء كلمته (وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ) أي لا يضعون أقدامهم موضعا يسبب غيظ الكفار ، والمراد : إما وطي أراضي الأعداء ، فإنهم يغيظون إذا رأوا واحدا يطأ محلّهم ، أو الذهاب مطلقا ، فإن الكفار يغيظون بسير المسلمين إليهم لإرادة الغزو.
(وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً) لا يصيبون من الكفار أمرا ، من قتل أو جراحة أو مال أو سبي أو ما أشبه (إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ) لهؤلاء المسلمين المجاهدين (بِهِ) بسبب ذلك العمل (عَمَلٌ صالِحٌ) وطاعة مقبولة (إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) الذين أحسنوا وعملوا الأعمال الحسنة.