الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨)
____________________________________
(الْفَوْزُ) والفلاح (الْمُبِينُ) الواضح الذي لا فوز مثله.
[١٨] ويستطرد السياق بذكر بعض صفاته سبحانه في مقابل المعاندين المنكرين (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) من «مسّ أي أمسك» بما هو ضرر من فقر أو مرض أو ما أشبههما (فَلا كاشِفَ لَهُ) أي دافع له (إِلَّا هُوَ) فلا أحد مؤثر في الكون ، وإنما العلل تؤثر في المعلولات بإذن الله سبحانه (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) غنى أو صحة أو ما أشبههما (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إنه القادر المطلق على الخير والشر ، أما من سواه فقدرته من قدرته ، مع أنه ليس له إلا قدرة ناقصة لبعض الأشياء.
[١٩] (وَهُوَ) تعالى (الْقاهِرُ) أي الذي يقهر ويغلب (فَوْقَ عِبادِهِ) أي الجميع تحت تسخيره وسيطرته ، لا الفوقية المكانية ، فإنه أجل من الزمان والمكان (وَهُوَ الْحَكِيمُ) في أعماله ، فليس كونه قاهرا موجبا للخوف من ظلمه ، كسائر الجبابرة القاهرين (الْخَبِيرُ) بما يصدر من العباد ، فلا يأخذ أحدا بجرم أحد كما هو شأن القاهرين من البشر ، حيث يشتبهون كثيرا لجهلهم.
[٢٠] في بعض التفاسير : أن أهل مكة أتوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : أما وجد الله رسولا غيرك ، ما نرى أحدا يصدقك فيما تقول ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ، فأرنا من يشهد