يَخْتَلِفُونَ (٩٣) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ
____________________________________
يَخْتَلِفُونَ) من الأصول والفروع. وقد روي أنهم انقسموا إلى إحدى وسبعين فرقة.
[٩٥] وبعد تمام قصة موسى عليهالسلام وفرعون ، يتوجه الخطاب إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليعرف الذين يشكّون ، أنهم في شكّهم على غير حق بعد إقامة الحجة ، وكثيرا ما يوجه الخطاب إلى أحد ما ، ليعرف غيره قصد المتكلم على نحو «إياك أعني واسمعي يا جارة». ومن المحتمل أن يكون الخطاب لكل من يلتفت إلى هذه القصة ، كما ذكر علماء البلاغة أن الخطاب في قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) (١) ، متوجه إلى كل من يأتي منه الرؤية.
(فَإِنْ كُنْتَ) يا رسول الله ، أو إن كنت أيها السامع. وهذا لا ينافي قوله (مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) إذ يستعمل ذلك بالنسبة إلى كل من أمر بتبليغه ، كما قال سبحانه : (أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً) (٢) ، و (أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) (٣) ، باعتبار أن الغاية من الإنزال هم.
(فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) من العقائد الحقة والقصص السالفة (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) فإنهم في واقع أمرهم يعترفون بكل ذلك وإن أنكره بعضهم عنادا وحسدا ، فإن الكتب السالفة كانت تدل على كل تلكم الأصول وحقائق هذه القصص (لَقَدْ جاءَكَ
__________________
(١) السجدة : ١٣.
(٢) الطلاق : ١١.
(٣) الأنبياء : ١١.