وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ
____________________________________
[٧] إنه سبحانه عالم بكل شيء ، ولو لم يعلم كل شيء لم يقدر على إيصال الرزق لكل دابة صغيرة أو كبيرة (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ) «الدابة» كل حيوان يدبّ على وجه الأرض ، وهذا من باب المثال ، وإلا فمن الحيوانات ما لا يدب ، كما أن منها ما ليس في الأرض (إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) ولعلّ تخصيص الرزق بالذكر ، للزومه عدة أمور من علم وحكمة وقدرة وغيرها ، ولتكرره كل يوم ـ غالبا ـ (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها) مستقر تلك الدواب (وَمُسْتَوْدَعَها) ولعلّ الأول عبارة عن كل محل تقرّ فيه ، ولو لم يكن مكانها ، والثاني محلها الذي هو عيشها ومنزلها. وقيل في ذلك أقوال أخرى (كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) أي إن جميع ذلك بالإضافة إلى أنها معلومة لله سبحانه مدرجة في كتاب واضح ، ولعله هو اللوح المحفوظ.
[٨] (وَهُوَ) سبحانه (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) لا أكثر ولا أقل ، وقد جرت حكمة الله سبحانه على الخلق التدريجي كما نشاهده في النبات والحيوان والإنسان ، وكذلك كان خلق السماء والأرض ، وخصوصية ستة أيام كخصوصية الآماد المعينة في سائر الأشياء كتسعة أشهر مثلا للجنين. والظاهر أن المراد : مقدار ستة أيام ، إذ لم يكن في ذلك الوقت يوم بمعناه الحالي (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) فقد كان سلطانه سبحانه وتصرفه ـ وهو المتبادر من العرش كما يقال : عرش الملك الفلاني من البلاد الكذائية إلى البلاد الكذائية ـ على