لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ
____________________________________
الماء ، قبل خلق السماوات والأرض ، فإن الله قبل خلق السماوات والأرض خلق ماء ثم كوّن الكون ، وأما لم ذلك؟ فعلمه لدى علّام الغيوب (لِيَبْلُوَكُمْ) يختبركم ويمتحنكم (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) إن خلق السماوات والأرض كان استعدادا لإمكان خلق الإنسان ليمتحن ، كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خلق الأشياء لأجلك».
أما خصوصية «الستة» وكون العرش على الماء ، فهو من توابع الخلق لأجل الامتحان ، لا من صميمه ـ كما يظهر لنا من السياق ـ كأن تقول : «هيأت لولدي الدار الفلانية في سنة ، لأسكنه فيها». ثم إن ذلك كان لأجل امتحان البشر وليظهر أيهم أحسن عملا ، حتى يكون الجزاء وفق الامتحان ، ومن الغريب ـ إذن ـ أن ينكر أحد الجزاء (وَلَئِنْ قُلْتَ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ) للحساب والجزاء (لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ورسله (إِنْ هذا) أي : ما هذا القول حول البعث (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي تمويه واضح ، لا حقيقة له.
[٩] إنهم يكذبون بكل شيء لم يروه ، وقد وعدناهم بالعذاب لكنه تأخر عنهم ، فيستعجلونه استهزاء ، وينكرونه كما ينكرون البعث (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ) الذي يستحقونه بتكذيبهم للرسول وإنكارهم لله سبحانه (إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) «الأمة» بمعنى «الحين» أي إلى أجل مسمّى