وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١)
____________________________________
[١١] (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ) جعلناه يتذوق ويدرك ، (نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) أي بعد بلاء أصابه (لَيَقُولَنَ) الإنسان عند نزول النعماء به : (ذَهَبَ السَّيِّئاتُ) أي الأمور التي تسوء صاحبها من فقر ومرض وعقم وما أشبه (عَنِّي) فكأنه أمر عادي طبيعي لا يشكر الله على ذهابها ، ولا يرى أنه هو الذي أذاقه النعمة (إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) يفرح ويفخر على الناس فلا يصبر عند البلية ولا يشكر عند النعمة ، إنه عجول في جميع أحواله في نعمة كان أم في نقمة.
[١٢] (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) على الشدة فلم يكفروا ، وعلى النعمة فلم يبطروا ، فإن النعمة تحتاج إلى الصبر ، كما أن البلية تحتاج إليها ، ورب إنسان أنعم الله عليه فلم يصبر على النعمة حتى بدّلها كفرا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فلم يعملوا بالسيئات عند النعمة أو البلية (أُولئِكَ) الصابرون (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) غفران ذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) في الدنيا بالسعادة ، وفي الآخرة بالجنة والرحمة والرضوان.
[١٣] ما هو موقف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أمام هؤلاء الكفار الذين يقولون عن البعث أنه سحر مبين ، ويكفرون عند الشدة ، ويبطرون عند النعمة؟ إنه لا بد وأن يضيق صدره ، خصوصا وأنهم يطلبون منه ما لا يرتبط بالرسالة تعنّتا.
وقد روي أن رؤساء مكة من قريش أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا :