فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ
____________________________________
يا محمد! إن كنت رسولا فحوّل لنا جبال مكة ذهبا ، أو ائتنا بملائكة يشهدون لك بالنبوة. فنزلت هذه الآية (١).
وفي التأويل ، ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام : «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي عليهالسلام : إني سألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربي أن يجعلك وصيّي ففعل ، فقال بعض القوم : والله لصاع من تمر في شنّ بال أحب إلينا مما سأل محمد ربّه ، فهلّا سأله ملكا يعضده على عدوه ، أو كنزا يستعين به على فاقته. فنزلت (٢) :
(فَلَعَلَّكَ) يا رسول الله (تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) من التنقيص لآلهة المشركين وتسخيف عقائدهم وأعمالهم ، كأن لا تقرأ بعض آي القرآن التي فيها هذه الأمور ، خوفا من أذى الكفار واستهزائهم (وَضائِقٌ بِهِ) بذلك الوحي (صَدْرُكَ) فإن الإنسان إذا همّه أمر ارتفعت درجة حرارته مما يتطلب هواء كثيرا ، وفي النفس العميق تنتفخ الرئة كثيرا مما يسبب ضيق الصدر عند انتفاخها (أَنْ يَقُولُوا) أي كراهة أن يقول الكفار : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ) أي لماذا لم ينزل على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (كَنْزٌ) من المال ليستعين به على فقره (أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) ليشهد بصدقه ، فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا ذكر آلهتهم ونقائصهم قابلوه بالاستهزاء بمثل هذه الأمور «لو لا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك» يريدون بذلك كفّه عن بعض الوحي.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٠٣.
(٢) الكافي : ج ٨ ص ٣٧٨.