وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠) قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ
____________________________________
يلجأ إليه ليستمد منه القوة في نوائبه ، كذلك من اتخذ الله ظهيرا رجع إليه في حوائجه بالتوسل إليه لقضاء حوائجه.
[٩٠] ثم أخذ شعيب ينصح القوم ويذكرهم بمصارع الأقوام السابقة الذين خالفوا النبيين فأهلكوا (وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي) أي لا يحملنّكم الخلاف معي والعناد واللجاج (أَنْ يُصِيبَكُمْ) العذاب ، فعنادكم يلجئكم إلى الكفر والتمادي في الغيّ حتى يصيبكم العذاب (مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ) من الغرق (أَوْ قَوْمَ هُودٍ) من الريح الصرصر (أَوْ قَوْمَ صالِحٍ) من الرجفة (وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) فإنهم أهلكوا في عهد قريب ، خالفوا الرسول وتمادوا في الفساد ، فإن لم تعتبروا بالمتقدمين ، فاعتبروا بهؤلاء القريبين منكم.
[٩١] (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) اطلبوا غفرانه لما سلف منكم من الكفر والمعاصي (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) أي ارجعوا إليه في عقيدتكم وأعمالكم ، فالاستغفار لما مضى ، والتوبة لما يأتي (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ) بكم ، فإذا فعلتم ما ذكرته رحمكم وتلطّف بكم (وَدُودٌ) أي محبّ لكم ، ومعنى ذلك أنه يفعل بهم ما يفعل المحب بمحبّه.
[٩٢] (قالُوا) أي قال القوم بعد أن وعظهم شعيب بتلك الموعظة البالغة : (يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ) أي ما نفهم ، فإن «الفقه» في اللغة بمعنى «الفهم»