كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (٩١) قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢) وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ
____________________________________
(كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ) وهذا كلام المعاند فإنه يقول مثل ذلك ويريد أنه معرض عن كلام المتكلم ، فقد أقيم السبب مقام المسبب لأن عدم العمل معلول لعدم العلم (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) لا قوة لك ولا عزة ، فلا تتمكن من دفع أذانا لو أردنا إيذاءك (وَلَوْ لا) وجود (رَهْطُكَ) أي عشيرتك ، وحرمتهم عندنا (لَرَجَمْناكَ) أي لقتلناك بالحجارة (وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) أي لا عزّة لك عندنا. وكأن الإتيان بلفظ «علينا» لأجل أن العزيز فوق الناس مرتبة ومقاما.
[٩٣] (قالَ) شعيب عليهالسلام : (يا قَوْمِ أَرَهْطِي) أي هل عشيرتي وقومي (أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ) فتتركون إيذائي لأجل حرمة عشيرتي ، ولا تتركون إيذائي لأجل الله سبحانه ، أي تراقبون العشيرة ولا تراقبون إله العشيرة وخالق الجميع. قال هذا الكلام على نحو الاستفهام الإنكاري (وَاتَّخَذْتُمُوهُ) جعلتم الله سبحانه (وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) جعلتموه كالمنسي المنبوذ وراء ظهوركم ، ومعنى «الظهري» جعل الشيء وراء الظهر حتى ينسى (إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) قد أحاط علمه بأعمالكم ، فلا يخفى عليه شيء تصنعونه ، فيجازيكم عليه.
[٩٤] (وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) أي على المكانة التي أنتم عليها من الكفر والعصيان ، فإن «المكانة» هي الحالة التي يتمكن بها صاحبها من