قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (١٠) قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (١١)
____________________________________
يريد أن يسيء وفيه بقية من إيمان ، فإنه بين عزمه على ارتكاب الجريمة بما توسوس إليه نفسه ، وبين نيته في أنه سيصبح صالحا مستغفرا بعد ارتكابها. ويحتمل أن يراد «صالحين في أمر دنياكم لا يزاحمكم فيها يوسف».
[١١] (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) في بعض الأحاديث أن اسمه «لاوي» وهو جد موسى عليهالسلام : (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ) «الجب» هو البئر و «غيابته» قعره ، حتى لا يموت ولا يشرف على الموت حيث (يَلْتَقِطْهُ) أي يأخذه من هناك (بَعْضُ السَّيَّارَةِ) «السيارة» هي الجماعة المسافرون ، سموا بذلك لأنهم يسيرون في البلاد. فإنهم إذا عطشوا وأرادوا الماء أدلوا دلوهم فيها ، فيتعلق به يوسف فيخرجوه ، ويذهبوا به إلى دورهم ومحلهم ، فقد تخلصنا من يوسف ، ولم نرتكب جريمة قتله (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) أي تريدون في الحقيقة التخلص من يوسف ، فليكن هذا عملكم ونوع تخلصكم.
[١٢] ولما أحكموا المؤامرة وأجمعوا على التخلص من يوسف الغلام البريء الجميل حسدا وعداء ، جاءوا إلى أبيهم يعقوب ف (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ) لأي شيء لا تثق بنا في أمر يوسف؟ ألسنا نحن أمناء عندك؟ ويظهر من الكلام أن يعقوب كان سيئ الظن بهم في أمر ابنه يوسف عليهالسلام (وَ) الحال (إِنَّا لَهُ) أي ليوسف (لَناصِحُونَ) ننصح لأجله ونريد الخير به.