أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (١٤)
____________________________________
[١٣] (أَرْسِلْهُ) يا أبانا (مَعَنا) إلى الصحراء (غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) «جزم الفعلين» على جواب الأمر ، والمعنى : إن ترسله معنا ، يرتع ويلعب ، و «الرتع» هو التوسع في أكل الفواكه وغيرها ، من «الرتعة» وهي الخصب ، أو التردد ذهابا ومجيئا (وَإِنَّا لَهُ) ليوسف (لَحافِظُونَ) نحفظه عن أن يصيبه الأذى.
[١٤] (قالَ) يعقوب عليهالسلام في جواب الأولاد : (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) فذهابكم به موجب لغمي وحزني حيث لا أقدر على فراقه (وَأَخافُ) عليه إن ذهبتم به (أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) حيث كانت الأرض مذئبة (وَ) الحال (أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ) مشغولون بأنفسكم.
قيل : إن يعقوب رأى في منامه كأن يوسف قد شد عليه عشرة ذئاب يقتلوه ، وإذا ذئب منها يحمي عنه فكأن الأرض انشقت فدخل فيها يوسف فلم يخرج منها إلا بعد ثلاثة أيام ، ولذا قال لهم : أخاف أن يأكله الذئب.
[١٥] (قالُوا) قال الأولاد في جواب يعقوب : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ) الحال (نَحْنُ عُصْبَةٌ) يتعصّب بعضنا لبعض ، ولنا من القوة والطاقة قدر كاف (إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) نكون كالذين تذهب عنهم رؤوس أموالهم ، أو نكون إذن عاجزون هالكون ، وهذا كالتعليق على ما لا يكون ، للتأكيد