يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦) قالَ
____________________________________
أي : فأرسلوني إلى يوسف ليأتي ويخبركم هو بتأويل الرؤيا ، أو : فأرسلوني إلى يوسف لأسأله تعبيرها وأخبركم بالجواب.
فقد قال للملك : إن في الحبس رجلا فاضلا صالحا كثير الطاعة ، قد قصصت أنا والخباز عليه منامين فذكر تأويلهما ، فصدق في الكل ولم يخطئ ، فإن أذنت مضيت إليه وجئتك بالجواب منه. فأذن له الملك ، وجاء إلى يوسف عليهالسلام ليخبره بتعبيرها ، قائلا :
[٤٧] يا (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) الكثير الصدق فيما تخبر به ، وإنما وصفه بهذا الوصف لأنه رأى صدقه في تأويل رؤياه ، ورؤيا زميله الخباز (أَفْتِنا) أي أعطنا الجواب (فِي) هذه الرؤيا (سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ) وكان تقديم السمان ، مع أن مقتضى القاعدة أن يقول : «سبع بقرات عجاف يأكلن سبع سمان» ، لأجل إفادة أنه رأى السمان قبل العجاف ، كما أن التأويل أيضا كذلك ، فقد تقدمت السنين الخصبة (وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ) تلتف عليها (وَ) تغلبها (أُخَرَ يابِساتٍ) فما تأويل هذه الرؤيا (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ) الملك وحاشية (لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) التفسير ، أو لعلهم يعلمون فضلك فينقذوك من السجن. وإنما قال : «لعلي» لأن الإنسان يحتمل حيلولة الموت بينه وبين ما يقصده من المقاصد المستقبلة.
[٤٨] (قالَ) يوسف عليهالسلام في جواب الساقي : أما البقرات السبع العجاف