إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ
____________________________________
بالغرق والهلاك (إِنَّ فِي ذلِكَ) التذكير (لَآياتٍ) دلالات (لِكُلِّ صَبَّارٍ) كثير الصبر على بلاء الله سبحانه (شَكُورٍ) كثير الشكر على نعمائه ، ويعني أن من له نفس واعية تصبر في البلاء وتشكر في الرخاء ، لا بد وأن يعتبر بأيام الله السابقة التي مضت على الأمم ، ولا بد أن يعلم وجوب الصبر في البلاء ، ووجوب الشكر على الرخاء.
[٧] (وَ) أخذ موسى عليهالسلام حسب أمر الله سبحانه يؤدي رسالته ، ويذكر بني إسرائيل بأيام الله (إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ) «إذ» متعلق بمحذوف ، أي اذكر يا رسول الله وقت قول موسى لقومه (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) وكان النعمة تغمر الإنسان ، ولذا تعدى ب «على» (إِذْ أَنْجاكُمْ) أي في الوقت الذي أنجاكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) أي فرعون وذويه ، فإنه كثيرا ما يغلب أن يقال «آل فلان» ويراد هو وآله (يَسُومُونَكُمْ) من سامه إذا أذاقه الهوان (سُوءَ الْعَذابِ) أي العذاب السيء ، باتخاذهم عمّالا في الأبنية مع إذلالهم وإهانتهم وسجنهم ، وبقر بطون نسائهم (وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) خوفا من ظهور موسى عليهالسلام ، فقد أمر فرعون أن يذبح كل ولد يولد لبني إسرائيل ، والإتيان بباب التفعيل «يذبحّون» لأنه يدل على التكثير ، كما قالوا في «غلقت الأبواب» «وقطع الجبال» (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) أي يبقون البنات أحياء للخدمة والاستمتاع ، والإتيان بباب الاستفعال ، لافادته معنى