وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (٧)
____________________________________
الطلب ، فليس الأمر تركهن أحياء وإنما طلب حياتهن ، لفوائدهم ، وهل ذلة أكثر من هذا؟ (وَفِي ذلِكُمْ) «ذا» إشارة إلى ما كان يعمله آل فرعون و «كم» خطاب (بَلاءٌ) أي امتحان (مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) حتى يميز الباقي من بني إسرائيل على مبدأ آبائه وأجداده ، من التارك منهم واتخاذه طريقة فرعون ، فقد كان في مصر نسل يعقوب عليهالسلام ، وهم بنو إسرائيل ، عبادا لله سبحانه ، متخذين طريقة إبراهيم ، وإسحاق ويعقوب أجدادهم كما كان فيه القبط الذين يعتقدون بألوهية فرعون ـ ملكهم المجرم ـ وكان الملك وقبيلته يطاردون بني إسرائيل ، بأنواع العذاب ليتركوا طريقتهم ، ويدخلوا في طبقة القبط ، ثم أنه كان من أيام الله ، تلك النعمة بالإنجاء ، كما أنه كان من أيّام الله تلك البلية بفرعون وزمرته.
[٨] ثم قال لهم موسى عليهالسلام (وَإِذْ تَأَذَّنَ) أي اعلم ، هو باب التفعّل من الأذان ، بمعنى الاعلام ، ولعل الإتيان من هذا الباب ، لإفادته التكثير ، أي اعلم مرات ومرات (رَبُّكُمْ) يا بني إسرائيل (لَئِنْ شَكَرْتُمْ) النعم بصرفها في ما أمر الله سبحانه بصرف العقل في التفكر في آيات الله تعالى ، وصرف الجوارح في إطاعته سبحانه ، فإن شكر النعمة ، صرفها في المصرف اللائق بها (لَأَزِيدَنَّكُمْ) نعمة على نعمة ، ولطفا على لطف ، وسببه واضح ، فإن استقامة النفس ، توجب الأعمال الصالحة ، التي تؤدي إلى الخير والرفاه والزيادة ، (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ) بأن صرفتم النعم في غير وجهها (إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) يعني أعذبكم عذابا شديدا ،