وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٨)
____________________________________
سيحسن إليكم إن شاء الله ، فتجهزوا وأخذوا بعض البضائع يعطوها في مقابل القمح وسار منهم عشرة ، ولم يخرج معهم بنيامين أخو يوسف حتى وردوا مصرا (وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ) «أخوة» جمع أخو (فَدَخَلُوا عَلَيْهِ) على يوسف ، وفي بعض التفاسير أن يوسف عليهالسلام كان يتولى البيع بنفسه (١) ، ولذا دخلوا عليه (فَعَرَفَهُمْ) أي عرف يوسف إخوته (وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) ، ينكرون يوسف ولا يعرفونه لما مرّ من الزمان وتغيّرت ملامح يوسف عليهالسلام من الصباوة إلى الشباب ، فقد مرّ على فراقهم له ما يقرب من خمسة عشر سنة أو أكثر ، بل عن ابن عباس : الفاصلة كانت أربعين سنة (٢).
روي عن الإمام الباقر عليهالسلام : أن يوسف قال للأخوة قد بلغني أن لكم أخوين من أبيكم فما فعلا؟ قالوا أما الكبير منهما فإن الذئب أكله وأما الصغير فخلفناه عند أبيه وهو به ضنين وعليه شفيق قال فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم تمتارون (٣) ، وقال القمي رحمهالله : أحسن يوسف لهم في الكيل وقال لهم من أنتم؟ قالوا : نحن بنوا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله الذي ألقاه نمرود في النار فلم يحترق فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، قال : فما فعل أبوكم؟ قالوا شيخ ضعيف ، قال : فلكم أخ غيركم؟ قالوا : لنا أخ من أبينا لا من أمنّا قال فإذا رجعتم فأتوني به (٤).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ص ٣٤٦.
(٢) مجمع البيان : ج ٥ ص ٤٢٢.
(٣) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٨٧.
(٤) تفسير القمي : ج ١ ص ٣٤٦.