وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً
____________________________________
[١٥] إن هؤلاء الكفار لا يريدون الإيمان ، ولو أقيم لهم ألف دليل ، أما ما طلبوا من إنزال الملائكة ، فإنه حجة للعناد لا للتفهم فإنهم معاندون لا يؤمنون (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء المشركين (باباً مِنَ السَّماءِ) بأن رأوا أن موضعا من السماء كالباب يمكن المرور منه.
(فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) أي أخذوا طوال نهارهم يصعدون إلى السماء من ذلك الباب ، لم يفدهم هذا الإعجاز الذي لمسوه في أن يؤمنوا.
[١٦] بل (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) أي سدت وغطيت كالإنسان المسحور الذي يرى غير الواقع واقعا لما عمل فيه من السحر والشعوذة (بَلْ) ليس لهذا الشيء من واقع وإنما (نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) قد سحرتنا فظننا أن للسماء بابا وإننا أخذنا نصعد فيه ، إذن فهل يكفي إنزال الملائكة لإيمان هؤلاء؟.
[١٧] أخذ سبحانه يعدّد الأدلة على وجوده سبحانه ، وذلك بتعدد الآيات الكونية ، التي تشهد كل واحدة منها ، على وجود إله قدير حكيم عالم (وَلَقَدْ جَعَلْنا) أي خلقنا وأبدعنا (فِي السَّماءِ بُرُوجاً) جمع برج ، وأصله الظهور ، ومنه يسمى شرفة الحصن برجا ، لأنه ظاهر منه من بعيد ، وسمى بروج السماء بروجا ، لظهورها قال الصادق عليهالسلام : اثنى عشر برجا (١).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ١١٥.