وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧)
____________________________________
أقول : لقد قسموا السماء إلى اثني عشر قسما يسمى كل قسم برجا ويميز بين البرج والبرج بالكواكب الموجودة في كل واحد منها.
والبروج هي : «حمل» و «ثور» و «جوزاء» و «سرطان» و «أسد» و «سنبلة» و «ميزان» و «عقرب» و «قوس» و «جدي» و «دلو» و «حوت» ففي كل برج عدة كواكب لو ربطت بينها بخيوط لصارت بصورة هذه الأشياء (وَزَيَّنَّاها) أي السماء (لِلنَّاظِرِينَ) الذين ينظرون إليها ، ولو لم تكن فيها الكواكب لم تكن ذات زينة وجمال.
[١٨] (وَحَفِظْناها) أي حفظنا السماء (مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) أي مرجوم مرمي ، ويوصف الشيطان بهذا الوصف لأنه يرمى باللعن ، أو لأنه إذا حاول دخول السماء رجم بالشهب كما يرمى المجرم بالحجارة ، فالسماء مع جمالها الظاهري بالكواكب جميلة معنى بطهارتها عن دنس الشيطان ولوثه ، فلا منفذ للأبالسة في السماء ، وإنما محلها الأرض ، ومن أين تبدأ هذه السماء التي ليست محلا للأبالسة لم نعرفها بعد.
نعم دلّ العلم الحديث ـ كما يظهر من الأحاديث أيضا ـ أن محل الشياطين إنما هو الطبقة فوق الأرض بعد بضعة أذرع ، ولذا كره تعلية البنيان (١).
ثم أن الظاهر أن في السماوات ملائكة مطهرون ، لا يقترب منهم الشيطان بالوسوسة ، فعدم دخول الشيطان في السماء ، لأجل عدم
__________________
(١) أنظر كتاب على حافة الأثيري.