إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (١٨) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها
____________________________________
اقترابه من أولئك الملائكة المنزهين عن المعاصي الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
[١٩] (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) من الشياطين ، والسرقة عبارة عن أخذ الشيء خفية ، وكما أن من يسرق المال يأتي إليه خفية لئلا تراه العيون ، كذلك الشيطان الذي يريد استراق المسموع ـ وهو المراد بالسمع ـ أي الكلمة التي تسمع وتدار في عالم الملكوت ، والاستثناء من «حفظناها» أي أن السماء محفوظة إلا من الشيطان السارق وكان هناك تدبّر أمور الأرض ـ كالبلاط الذي يدبّر فيه أمور المملكة ـ والشياطين يريدون الاطلاع على ما يدبّر هناك ، فيذهب بعضهم للعلم من الكلمات التي تدار بين الملائكة ، لكن ذهابهم خفية ، حتى يسرقوا بعض الكلمات ، ولو سمع واسترق (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) أي لحقته شعلة نار ظاهرة لأهل الأرض ، كما نرى من الشهب ، لأجل طرده ، الشهاب كما يراه الإنسان شعلة من نار تتحرك مسافة ثم تنطفئ وما يقوله علماء الفلك من أن هذه الشهب أحجار ترمى من أعالي الجو ، وتشتعل بالحركة ، لا ينافي ما ذكر فإن سبب رميها ـ لو صح ما قالوا ـ إنما هو طرد الشياطين ، وفي بعض الأحاديث أن الشياطين كانت تخترق السماوات حتى ولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فمنع عن ذلك.
[٢٠] تلك هي السماء ونجومها وحفظها ، والشياطين الصاعدة إليها ، والشهب المنقضة منها ، فلنعطف إلى الأرض (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) أي بسطناها وجعلناها طويلة عريضة لتقبل السكن وسائر لوازم الإنسان