وَكانَ تَقِيًّا (١٣) وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا (١٤) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ
____________________________________
أي طهارة وعفة ونموا (وَكانَ تَقِيًّا) يتقي المحارم والآثام.
[١٥] (وَ) آتيناه (بَرًّا) وإحسانا (بِوالِدَيْهِ) فكان بارا بهما محسنا إليهما (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً) أي متكبرا متطاولا على الناس يجبرهم على حسب شهواته ، وهذه الصفة «الجبار» ليست حسنة ، إلا من الله سبحانه ، ومعناها فيه ، إنه يأمر الخلق وينهاهم حسب المصلحة ، وهو القاهر فوقهم يميتهم ويحييهم حسب الحكمة ، كما تطلق عليه سبحانه بمعنى جبر الكسر ، ومن هذا قال العباس بن علي عليهالسلام ، لما قطعوا يساره :
يا نفس لا تخشي من الكفار |
|
وأبشري برحمة الجبار (١) |
جبر الكسر ، مع قطع اليد وكسرها (عَصِيًّا) أي عاصيا لربه ، فإن فعيل قد يأتي للفاعل ، وقد يأتي للمفعول نحو جريح بمعنى المجروح.
[١٦] (وَسَلامٌ عَلَيْهِ) أي على يحيى ، والمراد بالسلام السلامة ، في هذه الأيام الثلاثة ، التي نقرر كل يوم منها مصيرا طويلا (يَوْمَ وُلِدَ) فإن يوم الولادة يقرر مصير الحياة ، فإذا ولد الإنسان سالما من العيوب ، كان سالما ما دام العمر ، ـ إلا أن يحدث حدث عليه ـ وإن ولد معيوبا كأن كان أعمى أو أعرج أو ما أشبه ، تكبد طول حياته ذلك (وَيَوْمَ يَمُوتُ) فإن الإنسان إذا سلم هذا اليوم من عذاب الله سبحانه ، كان سالما في
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٤٠.