وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (٧٤) قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ
____________________________________
ورفاه؟ لكن هذه مغالطة ، فالمؤمنون إنما هم في ضيق لمدة يسيرة ومن جراء عدم تكالبهم على الدنيا ، مع إن من المؤمنين منعمين في الدنيا ، كما يرينا التاريخ ، وسيجزون هنالك بأحسن وأفضل من دنيا الكافرين ـ بالنسبة إلى هذه الفترة الضيقة أيضا ـ.
[٧٥] إن عاقبة الكفر لا بد وأن تكون الهلاك والدمار ، وأن تمشي في أيام قليلة على زخارف الدنيا وبهرجها (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) أي قبل هؤلاء الكفار المعاصرين للرسول (مِنْ قَرْنٍ) من الأجيال البشرية (هُمْ أَحْسَنُ) من هؤلاء المتبجحون القائلون (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) (أَثاثاً) أي متاعا وزينة (وَرِءْياً) أي منظرا وهيئة ، فإن الله الذي أهلك الأمم ، التي كانت أكثر جمالا ومالا ، قادر على هلاك هؤلاء ، فليحدوا من كفرهم وكبرهم ، وإلا كان مصيرهم مصير أولئك.
[٧٦] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المتبجحين (مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ) والكفر (فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) أي فدعه لأن يسعفه الله سبحانه بالمال والعمر وسائر الأمور المرتبطة بالدنيا ، وهذا تهديد في صورة الأمر ، كما نقول «دع الله يمهل الظالم» نريد أنه وإن أمهل لمصلحة ، فإن عاقبته لا بد وأن تكون إلى الخسار والفناء ، (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) أي أمهلهم سبحانه ، حتى جاء الوقت المقدر لأخذهم (إِمَّا الْعَذابَ) الذي يجعل لهم في الدنيا (وَإِمَّا السَّاعَةَ) بأن ماتوا فقامت